الخميس، 21 أغسطس 2014

ساوسروقة وحبيبته الخالدة سائسة حصانه النبيل




كان ساوسروقة محبا للجميع صغارا وكبارا , كان يسرع لمناصرة المظلوم كائن من كان لأنه كان عادلا لايحب الظلم , كانت نساء وفتيات الجبال والسهول جميعهن يتشوقون لرؤيته , كان ساوسو رمزللتضحية والفداء مالديه كله عطاء في عطاء, كان حلمه وامنيته أن يرى أمه ستناي سعيدة برؤيته وهو ينشر العدل في القفقاس ,

كي لاتكون هناك تعديات بين الجميع , كان ينشد النظام لأنه الطريق الوحيد نحو العدل , كان يعلم أن هناك الكثير من النارتيين لايطيقونه , وكانوا يسعون لموته في الليل والنهار , كانو ينتظرون مغيب الشمس لينقضوا على ما بناه ساوسروقة .

في هذه الظروف الأسطورية التي لاندرك ابعادها الا اذا امتطينا بساط الخيال حلم ساوسروقة بفتاة في غاية الجمال كانت رائعة لم يرى مثلها قط اتته في أحلامه كلمته وهي حزينة سالها لما انت حزينة أيتها البيضاء يا جوهرة الزمان يا غاية الأبدان ونهاية عالم الجمال الأنثوي ؟ أجابته : ساوسروقة ايها الحبيب متى اللقاء ..متى احضنك وألمس شفتيك وتأخذني بين ذراعيك وتمسح دموعي التي أذرفها عليك ليلا نهار...ساسو اجبني متى اللقاء ..؟ ..بكى ساوسروقة في حلمه وأجابها يا حبيبتي يا جميلة الجميلات أعلمتني أمي أن حبيبتي لن القاها الا عند نهاية رحلة الارتقاء ..بكت وبكى فالرحلة طويلة طويلة


استيقظ ساوسو قام واغتسل بالماء البارد كأنه عريسا في صباحية عرسه سالته امه مالي اراك يا بني وجهك يشع بالنور وكانك ملك معترف به من جميع النارتيين بلا اعتراض ؟ ابتسم ساوسروقة قائلا أو لست كذلك يا امي ؟؟ قالت بلا أنت الفارس الوحيد الذي تقر لرؤيته العيون أنت فارس القفقاس بسهولها وجبالها وقممها وبقراراتها ؟؟؟؟؟ 

في هذه الأثناء ارتفع صوت سائسة حصان ساوسروقة  كانت تعتني به ليلا نهارا لا تترك عليه اثرتراب أو حشرة , سألها ساوسو لما لاتنامي قليلا وترتاحي من العناية بحصاني ..اجابته كيف أنام يا ساوسروقة وانت دائم الترحال, والمهام الملقاة عليك لاتنتهي ,ويجب ان تكون في اتم الاستعداد وحصانك لايهدىء الا معي أنا التي اعتني به وطالما شعرت بانه فرح بي كلما لامست كفي شعره الجميل ..أجابها ساوسروقة نعم ولكن التعب بدى واضح على عينيك وجسدك لقد اصبحت هرمة وانت في مرحلة الشباب أرجوك يا سائسة حصاني ارحمي نفسك ؟؟ لم تكترث سائسة الحصان لما قاله ساوسروقة وتابعت تسأله أين سنتجه اليوم أين مهامك اليوم سمعت أن ماوراء الجبال توجد قبيلة تعاني من فقر شديد ؟ أجابها اذن علينا الانطلاق .

طلب ساوسروقة من سائسة الحصان أن تنتظره عند اول بيت من بيوت القبيلة التي ابتليت بالفقر الشديد , طلبت منه سائسة حصانه ان يسرع لأنها أصبحت تشعر ان نهايتها شارفت فالحمى والاصفرارأصبح واضحة على معالم وجهها انها على شفا حفرة من الانهيارالجسدي..! نظر اليها ساوسروقة وهو يمتطي حصانه تأملها وهو يفكر ..نظرت الى عينيه وهي تودعه بكلمات لم يسمعها لكن احس بها ساوسروقة فبريق عينيها الدامعتان لمعت بنور الشمس ...ساوسروقة ايها الحبيب أيها الصديق الودود يا من عشت لأجلك ارعى حصانك الذي هو نفسك أهذبه وأنظفه ليطير بك عاليا فعلت مابوسعي حتى انهارت قواي وهرمت قبل الأوان لأني بذلت جهدا عظيما للمحافظة عليك يا حبيبي ...أرجو أن تنجز هدفك بانتشال القبيلة من هذا الفقر الذي انتشر فيها بسبب الحقد والحسد والبغض والنميمة ...؟؟ انطلق ساوسروقة وهو يشير اليها بان تنظر عودته ؟؟

انتظرت يوم فلم يعد بكت وهي تصارع الموت ..احتار بامرها أهل البيت الذين استضافوها ...طلبوا منها ان تقاوم المرض ..ومر اليوم الثاني ولم ياتي ساوسروقة ..وزداد المرض ...وفي اليوم الثالث عند غروب الشمس تكلمت سائسة الحصان مع أهل البيت ..قالت لهم وهي تحتضر عندما يأتي فارسي أخبروه بأني رحلت لم يعد جسدي قادرا على البقاء لقد صفت روحي بحبي واخلاصي لساوسروقة حتى اصبحت لاتقبل البقاء في هذا الجسد المليء بالشقاء ..بلغوا عني ساوسروقة أني حبيبته التي كتب عليها أن تكون رفيقة دربه وأن تخدمه بلا كلل.. وأن تموت دون أن يبادلها الحب الذي طالما بكت دموعا لكي تفصحه ولكن ؟ مشيئة الله اقتضت أن تبقى مجهولة حتى النهاية .

ماتت سائسة الحصان حبيبة ساوسروقة ...في هذه الأثناء كان ساوسروقة قد انتهى من معرفة اسباب انتشار الفقر في القبيلة وبدأ يستعد للمرحلة الثانية وهي التي تكون بمثابة العلاج للمريض...نامساوسروقة في قمة الجبل العالي وهو يحلم بعودة الاستقرار للقبيلة وعودة الأرزاق والنعم لأفرادها ...ولكن حلمه كان شيئا أخر لقد راى الفتاة الجميلة البيضاء التي دعاها جميلة الجميلات التي زارته بالحلم عندما كان ببيت امه ستناي ....عانقته وقبلته ..لم يصدق ساوسو نفسه فضمها وهو يبكي ويردد ..حبيبتي حبيبتي سائسة حصاني يا أروع الجميلات يا قمرا مضيئا في فضائي ... 

استيقظ ساوسروقة وهو يرتجف...أه ما هذا ..أين أنا ..أين هي ..على الفور امتطى حصانه وانطلق باتجاه المكان الذي ترك فيه سائسة الحصان.

وصل عند الفجر اندفع وهو يصيح ..اين انت ..أين أنت ..حبيبتي ..يا سائستي يا نفسي..يا قرة عيني...لكن لاأحد يجيب ...نظرت اليه عجوز البيت أخبرته بما حصل ..وماذا كانت أخر كلماتها..كلمات سائسة الحصان..الصامتة عن حبها.

انطلق ساوسرالى قبر حبيبته ..ارتمى أرضا يمسك بتراب القبر..وهو يبكي وحصانه ينظر اليه حزينا ...في الحال جاء صوت من بعيد عرف ساوسروقة أن هذا الصوت هو صوت حبيبته في عالم الروح...سألها لما لما غبتي عني لما لم تدافعي عن حبك...لما تركتيني أحقق امجادي وأنا بغفلة عنك ...أجابه صوتها الروحي ساوسروقة ايها الحبيب المؤجل أنا الأن في سعادة لاتوصف ...اراك وتراني واحبك وتحبني ..وساكون معك.. رفيقتك وسائستك الطاهرة ...بروحي وجمالي فأنا الحبيبة التي كتب عليها أن تنتظر حبيبها ...وأن يكون اللقاء عند نهاية رحلة الارتقاء.



غاب الصوت وساوسروقة ينظر الى القبر... قبر حبيبته التي كتمت حبها عنه وهرمت في حبه وخدمته حتى وافاها الأجل..نظر الى حصانه يتأمله وهو يبكي ..لقد ذهبت روحي ونفسي ..لقد ناصرتني في الحياة والممات ...سأحبك حتى نهاية عمري..وارجو أن القاك قريبا في عالم الروح.





لم يبقى الا هذه القبيلة وسأعود الى أمي ...هيا يا حصاني ..فأنا بشوق الى سائستك التي تنتظرني هيا..وينطلق ساوسروقة .

انتهى .



مع تحيات ساوسروقة ورفيقة دربه سائسة حصانه النبيل


"إلهامات روحية من سانه "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق