الخميس، 21 أغسطس 2014

من الملاحم الشركسية



كيف بحث" لبش" عن نهاية العالم

سأجد أنا نهاية العالم وسأراها بعيني قال لبش وصنع حذاء حديديا وصنع أيضا عصا حديدية وانطلق "لبش" النارتي ليجوب العالم

مشى طويلا ورأى الكثير واهترأ حذاؤه وسقط من قدمه وذابت عصاه ولم تعد تملأ الكف ..مشى طويلا وبحث ولكنه لم يصل إلى البقعة التي تلتقي فيها السماء والأرض ولذلك مازال المسنون الشراكسة يقولون على اليوم

ـ لم يصل لبش إلى نهاية العالم

الملقط الأول

اشتهر الحداد النارتي (له بص) بمهارته في تطويع الحديد و نسجت حوله حكايات جميلة.كام يجسد ما يريد على مرأى من الناس يمسك الحديد بيده و يضعة في النار حتى يصبح كالجمر من ثم يطرقه بالمطرقة دون أن يشكو من أي ألم يكن الملقط معروفا في ذلك الوقت .تزوج ابنه من حسناء أخذت تراقب الحداد زززز تألمت العروس كثيراً حين رأت الحداد يمسك الحديد الحارق بيده لكنها كتمت آلامها و كبتت مشاعرها و كانت العادة أن لا تتحدث العروس مع عمها .فكرت العروس كثيراً في وسيله تساعد الحداد في عمله و استقر رأيها بعد تفكير طويل على فكرة بسيطة في شكلها كبيرة في مفعولها لكن من يضمن للفكرة أن تتجسد في الواقع ؟
جاءت الحسناء بأفعيين قتلتهما و ضعت الأول على الثانية حتى صارتا على شكل ملقط دقت فيهما مسمارا تركتهما أمام المحددة عادت إلى غرفتها .رأى الحداد عمل الحسناء و تساءل عما يعني هذه الشكل فبل أن يفكر بفاعله غير أنه أدرك سريعاً أن وراء هذه العمل دعوة للتفكير في أمر ما فجلس يردد في أعماقة و يفكر :
_ إن من عمل هذه من هاتين الأفعيين إنما يريد ان يرشدني دون ان يتحدث معي إلى أداة تشبه هذه الشكل أصنعها من الحديد .نهض الحداد النارتي و أحد عدته و بدأ عمله و لم يتوقف لحظة حتى صنع ما يشبه الأفعيين المربوطتين بالمسمار و هكذا عرف الإنسان الملقط لأول مره .

قبل مغيب الشمس

هل لاحظت ان الشمس تتوقف عن الحركة مدة من الزمن قبل ان تغيب ؟! ربما لكن لماذا ؟ تحدت الحسناء (ستناي) شباب نارتيا وقالت : 
_ أتحداك أيها الشاب ألقى الفتى نظرة إعجاب لا تخلو من الدهشة و قال : 
_ لكن أي تحد تقصدينه إيتها الفتاة ؟
_ أستطيع ان أخيط رداء (سايه) في يوم واحد فل انت قادر على أن تنجز سرجاً في يوم واحد ؟
اشتهرت الحسناء وذاع صيتها بعد ان تفوقت على أقرانها في سرعة العمل و اتقانه لكن الفتى النارتي لم يأبه بهذا ووافق في دون تردد و غامر فمضى كل واحد منهما إلى داره . انحز الفتى النارتي عمله و انتهى من صناعة السرج قبل المغيب و جلس ينتظر الحسناء ستناي بفارغ الصبر . كام ماهراً يجيد صناعة الجلود واثقاً بنفسه و بيديه لا تخونان أبداً .مالت الشمس و أقتربت من الأفق و الداء لم يكتمل بعد فاضطربت الحسناء و خافت من ان تخسر الرهان فماذا تفعل ؟ّ
لجأت الحسناء إلى الشمس و خاطبتها قائلة : 
_ أيتها الشمس ... حبذا لو تتوقفين عن الحركة قليلاً لنت الشمس نداء الحسناء ستناي و لا غرو في ذلك فقد كانت الدعوات تستجاب في ذلك الزمن و توقفت ووقفت تراقب الحسناء التي انهمكت في العمل و كانت في عجلة من أمرها ..
أحست الحسناء بالإرهاق يثقل كاهلها فنهضت تحرك أطرافها لتدفع عن جسمها عناء التعب و ارتدت الرداء من ثم توجهت إلى الفتى النارتي تعرض عليه منجها متفاخرة ...نظر الفتى النارتي إلى الحسناء ستناي نظرة حالمة لا تخلو من الأعجاب و التقدير و قال لها 
_ حقا يا ستناي أنت كما سمعت عنك لقد أنجزت وعدك

العجوز المقيد على قمة "أواشحه ماكوا"

تروي الأسطورة أنه على قمة أواشحه ماكوا ذات الثلوج الأبدية هنالك عملاق مقيد بسبب بعض الذنوب وعندما يفيق من غيبوبته التي يغرق فيها يسال حراسه قائلا :

"أما زال القصب ينبت على الأرض

وهل مازالت الحملان توضع؟"

يجيبه حراسهاالخالية قلوبهم من الرحمة::

"القصب ينبت, والحملان توضع هناك"

وبعد سماع هذا الجواب ينتفض العملاق انتفاضة هائلة دون وعي محاولا الفكاك من أغلاله وعند ذلك تهتز الأرض وتتلاطم قيوده فيتطاير منها الشرر كما يتطاير الرماح المتلاطمة وتحث أصواتا كمثل دوي الرعود ومن أنفاسه الثقيلة تنبعث ريح عظيمة أنينه أنين أعماق الأرض والمياه الحارة والمتدفقة من أسفل "أواشحه ماكوا " دموعه .

                                                البقرة "قربان آخين"

الإله آخين حسب الروايات والأساطير الشركسية المتداولة هو رجل عملاق فائق القوة يهوى النساء الفانيات ومن صفاته انه ينام أسبوع ويستيقظ أسبوع ويقوم بالقفز من جبل آخر بمساعدة عصاه التي تبلغ طولها مائة متر أو أكثر ..وقد أحب آخين فتاة من سكان الأرض وقام بالزواج منها رغم اعتراض والد الفتاة الذي قام بنشر عصا آخين وتشويهها في عدة أماكن خلال فترة نومه ..وعندما حاول آخين القفز عبر أحد الأنهار العميقة بمساعدة العصا انقصفت ووقع آخين في النهر وغرق ..وبغرقه اختفت مئات القطعان التي كانت تابعة له ..أما طقوس تقديم البقرة كقربان للإله آخين فكانت تتم كالتالي : كانت البقرة القربان تسلك طريقا محددا لتستقر إلى مكان الذبح وكانت تقطع مناطق مختلفة لتصل إلى قريبة سماشي الوبهية(وبخ) عند عائلة تشز يموخ فيقوم كبيرها بمرافقة الأضحية مصطحبا معه عنزة سوداء وفي منطقة ويستش ينضم على هذه المجموعة وجهاء عائلات عديدة ترافقهم العنزات السوداء حيث يتوجهون إلى أعالي مجرى نهر "شاخي" حيث تقع الشجرة المقدسة التي تتدلى منها مختلف أنواع الأسلحة التي أصابها الصدأ..في ذلك المجان يستقبلا القادمين جمهور من السكان وقد ارتدوا الملابس الاحتفالية ونزعوا قبعاتهم ..وتتوجه البقرة إلى الشجرة المقدسة وتضطجع أسفلها إلى صبيحة اليوم التالي ..خلال الليل كان الجمهور المحتفل والمتواجد في المكان يمتنع عن الطعام والشراب وعند الصباح يتم ذبح البقرة وقديمه قربانا للإله آخين ..يحتفل الجمهور بهذه المناسبة فيأكلون لحوم الماعز ويشربون وهو يغنون أما لحم البقرة فيقومون بطهيه وتوزيعه على المتواجدين الذين يحتفظون به ويأخذونه على بيوتهم للتبرك كما يتم مسح شفاه الأطفال الرضع بقطع اللحم أما قوائم الأضحية وجلدها فيتم دفنها تحت الشجرة المقدسة وكانت الشجرة تقع قرب قرية كيتشماي الكبرى ..وحتى يومنا هذا يستعمل الأبزاخ كلمة آخين للتعبير عن القسم وإرسال اللعنات .


   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق