الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

‏الاعتقادات الدينية القديمة للشراكسة



   ‏العادات الجنائزية :

1- في آبخازيا ( أباظة ) إذا قتلت الصاعقة أحدهم  يضعونه في تابوت ويعلقونه على شجرة حتى يتفسخ الجسد( كما كان الحال قديما عند قوم اللاز وفي سيبريا ) ومن ثم تدفن العظام .

‏2- عند الجراكسة وفي القرن ( 16 ) اذا مات أحد المتنفذين تفرغ أحشاؤه ثم يوضع جسده فوق سيباط (خيمة من أغضان الأشجار ) عال في بستان له قريب ويعرض على الناس مدة أسبوع كامل  تفرش الخيمة بالبسط المزينة وفراش وثير ويسجى الميت بكامل ملابسه  ويقف اثنان من أقربائه من كبار السن على طاولتين من الخشب في جانبيه وعند رأسه تقف فتاة شابة بيدها سهم عقدت في طرفه منديل من الحرير تزب به عن وجهه الذباب والحشرات ، تقعد زوجته الكبرى الأولى عند رأسه بدون بكاء ويأتي المعزون ليشاهدوا الفقيد ويعزوا أهله . فإذا انتهت مدة العزاء ويكونون قد هيئوا تابوتا مصنوعا من ساق شجرة غليظة مقسومة إلى قسمين طولانيا ومجوفة بإتقان و يضعون فيه جسد الميت بكامل ملابسه وزينته وأسلحته وقسما من أشيائه الغالية .


‏ويختارون مكانا يضعون عليه التابوت ويجتمع المشيعون للجنازة من ذويه وأتباعه وأهل القرعة والقرى المجاورة  ويبدءون بوضع التراب فوق التابوت وذلك بأن يتولى عدد منهم بفلاحة الأرض المجاورة ويتولى الباقون نقل التراب بالزنابيل حتى يعملوا تلا ترابيا فوق اللحد  وكلما كان مقام الميت كبيرا كان التل الترابي كبيرا وعاليا .

‏وتوضع فتاة باكرة عمرها 12-14 سنة مصرورة داخل جلد ثور فإذا حاول بعض الشبان الاعتداء عليها  فإنها تضحى للميت ؟!..

‏وبعد الدفن  يتولى أحد خدمه قيادة جواده الذي كان ركبه سرجا ملجوما بكامل عدته ، صباح كل يوم إلى القبر وينادى سيده بأعلى صوته داعيا إياه للحضور إلى الطعام.

‏أما في هذا الوقت فان الدفن يجرى بإشراف رجل الدين الراهب إن كان مسيحيا، والملا (الشيخ) إن كان مسلما  ويدفن الميت بكامل ملابسه وسلاحه ويضع الطعام فيأكل منه الحاضرون ولكن قبل الدفن يجلس النائحون على ركبهم عند رأسه لدى قدوم المعزين والمشيعين ويربط حبل في أعلى عامود  ركيزة الغرفة  فإذا حملت الجنازة يشد الحبل حتى تهتز الغرفة ، وتظل واقفة لا تنهار؟! ( حزنا على المتوفي ) ومثل هذه العادات موجودة عند قبيلة (خوسور) الجبلية وعند المنعزلين في كرجستان

3- كانت العادات القديمة عند الجراكسة أنه أثناء الدفن كان يوضع طرف اللجام في يد الميت ويجعلون الجواد يدور حول القبر ثلاث دورات ثم تقطع الأذن اليمنى للقبر وترمى في القبر . ويدوم المأتم والأحزان بالنسبة للنساء (والدته) و زوجات والده وشقيقاته زوجته أو زوجاته مدة أربعين يوما يزرن خلالها القبر صباح مساء ، كما يترك على المائدة مكان المتوفي فارغا وتوضع له الأطعمة كما لو كان جالسا إلى المائدة ، ويتطرف البعض فيطيلون هذه المراسيم لمدة عام ؟ ولكن الجميع يحتفلون يوم الأربعين للوفاة ويحتفلون ثانية في خريف السنة التالية ويسمونها ( تقسيم الروح ) وقبل هذا الاحتفال الجنائزي بيومين تعرض ملابسه وأسلحته وجواده بكامل عدته طوال الوقت ويكون المأتم قائما لدى أهل بيته ثم تذبح الذبائح فوق القبر أما أصدقاؤه من أهل القرية فيحملون الشمع الموقدة المصنوعة كالنجوم ؟!أو يثبتونها على قرون الثيران ، ويسوقونها إلى المقبرة وهم حفاة الأقدام مظهرين الحزن الشديد ويحملون معهم أنواع الأطعمة.

‏وفي اليوم التالي يمسك أحد أتباعه عنان جواده بكامل عدته ويجعله يدور في دائرة في الحقل المجاور للقبر ثلاث دورات ويتبع الجواد في دورته أقرباء الميت و هم بملابس الحزن ؟! ‏.. وحسب اعتقادهم أن روح الميت تدور حول هؤلاء معهم ثم تعود إلى القبر لأخر مرة فلا تغادره، ثم يطعم الحاضرون (طعام الذكرى والاحترام ) للميت وبعد ذلك يعمدون إلى القيام بسباقات الخيل ومسابقات في إطلاق السهام أو النار.

4- ومن عوائدهم إحاطة مدافن الأسر الكبيرة التي تحتوي على التلال الترابية بسياج ويزرعون أشجار الفاكهة حولها.

5- يعتقد الأبخاز أن أرواح الموتى تحتاج إلى كل ما محتاج إليه الأحياء لذلك يبنون بجانب القبر غرفة صغيرة من الأخشاب ويضعون فوق القبر البطيخ والخيار المحزز ويضعون على موائدهم طعاما للميت مدة سنة ؟ وفي يوم الذكرى السنوية الأولى للوفاة يضع عميد الأسرة والده مثلا  في باحة الدار رغيفا كبيرا من خبز الذرة الصفراء المنقوع في الشراب وكذلك قطعا من قلب وكبد الضحية المذبوحة ذلك اليوم تقدمه لروح الميت ، ذلك لاعتقادهم أن أرواح الموتى إذا أهملت فإنها تأتي في الليالي وتحوم حول الدار وتصدر صفيرا وعندها يضعون خارج الدار شرابا وطعاما لإرضائها لأنها إذا غضبت فإنها تشيع أمراض بين الناس والبهائم وفي هذه الحالة فإنهم يبنون خيمة من الأغصان ويمدون داخلها قماشا (سفرة المائدة) وعليه اللحم او اللبن المخثر  ويرتلون أدعية لتسكين غضب الموتى فإذا كانت الروح امرأة فإنهم يضعون مع الملابس وأدوات الزينة وكذلك يعمدون إلى تدليك ظهر المرضى المجاورين وتريل الأدعية من حين وآخر لتأمين شفاء المريض وإرضاء الروح الغاضبة.

6- إذا غرق أحدهم يعتقدون أن روحه تبقى في الماء ولكي يخرجوا الروح من الجسد ويعيدوه إلى جسده المدفون فإنهم يمدون فوق النهر حبلا رفيعا من الحرير يثبت على الشاطئين ويعلق في وسطه كيس (مشين) مفتوح ، ويتجمع أهل القرية رجالا ونساء ويقيمون احتفال رقص على أنغام الأناشيد الحربية التي يرتلونها فإذا دخلت الروح في الكيس يلقى أحدهم نفسه في الماء ويسرع لإغلاق فوهة الكيس بالرباط ثم يحملون الكيس إلى عند القبر ويفتحونه لتذهب الروح وتدفن مع الجسد في قبره .

 ‏الاعتقادات والعادات الدينية:

7-  حسبما يذكر المؤرخ الكرجي ( واختانغ ) فإن الديانة المسيحية دخلت البلاد في عام 40 ‏م . ولكنه لم يجد محيطا مساعدا للانتشار مع أن البلاد المجاورة انتشرت فيها المسيحية بسرعة بسبب الفتوحات البيزنطية ، ولقد عمد الإمبراطور جو ستنيان إلى إنشاء كنيسة كبيرة في بلده (بيتسوندا) التي كانت عاصمة الحكومة الكرجية ومركزها الديني الكاثوليكي . على أن أكثرية الأبخاز تقبلوا الدين الإسلامي في القرن ( 17) بتأثير وضغط التتار، ولم يبق مخلصا للمسيحية سوى آل ( صامورصاقان ) ومع ذلك كان الأبخاز يقومون بزيارة خرائب الكنائس والأديرة الكثيرة المنتشرة في بلادهم على أنها أمكنة مقدمة ويقسمون الأيامين عندها ، ولا زالت عندهم بعض العادات ذات المنشأ المسيحي مثل شموع شمع العسل, البيض الملون, الاحترام لإشارة التصليب ، الصوم , آكل لحم الخنزير

8- أما الجراكسة (الآديغة)؛ فقد تأخروا عن الابازه في ترك الديانة المسيحية وتقبل الإسلام وبتأثير التتار القرم والعثمانيين اسلم القبارطاي في أواسط القرن التامن عشر ثم ظل الإسلام ينتشر يين القبائل المجاورة حتى عمهم في أواخر القرنين ( 1700- 1800) م . ومع زللك فإن القبائل الجبلية في بلاد الكرج  المسيحيون والمسلمون ،ظلوا محافظين على كثيرمن تقاليدهم القديمة.

‏9- وتوجد مشابهة كبيرة بين العقائد الأبخازية والقوشحه آستين فهم يعتقدون بوجود إله أكبر هو مالك الخير والشر.

‏10-  ومنها أن الأرواح هي التي تعين أقدار المولودين الجدد ويضعون على جبهته إشارة

11- والأبخاز يعتبرون الطبيعة كإله  فحامي قطعان الماشية وحامي الماعز وإله الغابات الطبيعية والتراب (آدابانا) وقوس قزح  وإلاهة الماء وإلاهة الرياح واله المزروعات (جاجا )و (أنا بانغا) إله الكلاب ( آليشكانترا) وإله النحل( آناناغوند).

‏وعند القوشحه آستين كذلك عينا ، حامي غزوات السلب والنهب هو (  ( Azrigatوإله الحدادين عندهم (شيوشو)

‏وهذه الأخيرات ‏التي تراجع كثيرا وبإلحاح هي حاصلة من عقيدة ( المانيشيزم) أي الإيمان بالأرواح  بل هي ناشئة من فكرة ( حامي موتد النار) الإله ( آشاآرا) وأما الآلهة الأمهات فهي (أنانا ‏) وآلهة أرواح الأسنان ( آدنتا). اله البرق عند الاستين ( ألي‏) مقدس لديهم وكذلك الأبخاز فإنهم يعزون إليه القدرة والحيوية ، ولكن هذا الإله الذي لا يقارب حائز على قدرات كثيرة مختلطة بل أعطي مرتبة أعظم الآلهة ومقامه على جبل ( دود روبش) بالقرب من ( ليختي) .

‏أما اله الصيد فهو ( آجوبشا ‏) 0 ‏وموسم الصيد يبدأ عندهم بعد إكمال قطف أعناب الكروم ويدوم حتى السنة التالية ، والصيادون قبل البدء برحلات الصيد يضحي كل منهم إما بكبش وإما بتيس وذلك لكي يعطيهم الإله من قطعانه من حيوانات الصيد مايريدونه لأن هذا الإله كان يعطيهم (للذين لم يضحوا له) قد أكل هو لحمها ثم أكلت بناته ما تبقى من اللحم ، ثم جمعت عظامها وسترت بجلودها وأعيد إليها الحياة فهي ضعيفة » جلد وعظم , والحيوانات البيضاء هي رعاة هذا الإله ( اجوبشا) وعليه لا يتوجب صيدها.

12-  كما كان في عقائد الأوربيين ، فهم يعتقدون بوجود مخلوقات أو أرواح شريرة تمتص دماء الأطفال خاصة وتأكل الأكباد وتمزق القلوب 0 ‏ويشربون حليب البقرات؛ وهذه ألأرواح ذات قدرات وصفات مختلفة ، ويركبون (يتقمصون) حسب اللزوم ني شكل ضفدعة أو فأرة أو قطة أو الثعالب والذئاب ، ورئيسهم هو ( روسكيبي) ويقيم في جبل ( تاباقونا) وهاته الأرواح عندما تصعد وتظهر أمام مريمين ( ماري – مريم ) 0 ‏ولأجل تقديم الحساب عن أعمالهم السنوية فإنهم يقدمون لها كهدية أجسادهم ؟ التي سرقوها؟ ولهذا السبب فإن الأبخازين يعمدون في أيام الصوم المسيحي إلى حمل الشموع المرقدة فوق رؤوسهم ويرسمون الصليب بكثرة ، وفي أول ليلة لا ينامون ، يطلقون الرصاص ويغنون الأناشيد . وهذه الأرواح الشريرة تستطيع أن تقيم بين الأناسي وعلى جبل تاباقونا ، ذلك لأن ورحهم الثانية (Apsccada‏) تتجول هنا وهناك .

13- والأبخاز ، عدا عن ألهاتهم القديمة ، كانوا يقدسون عيسى المسيح وكذلك أمه مريم العذراء وكذلك القديس سان جورج ويعتبرونه حامي قرية ليخني ( تاميندا- شيورغي) ويعبدونه ويضحون له في كل سنة غنمه وعجلا على أذنه إشارة وتهدى إلى الكنائس

14-  أما الشجرة المقدسة فهي عند الجراكسة ، كما هي عند القبائل الكرجية الجبلية . وهناك تعقد الاجتماعات الهامة ، وكان الهاربون من المجرمين واللصوص يجدون هناك ملجأ مأمونا  وكان الغزاة والمحاربون والصيادون يعلقون على أغصانها الهدايا والتقدمات المتنوعة وهي شجرة ( قود شو) .

‏وبعض الجماعات كانوا يقدسون صلبانا منحوتة من الصخور أو مصنوعة من الحديد . ورجال الدين منتقون من كبار السن فهؤلاء يرتلون الأدعية أمام المؤمنين القادمين ويضحون الأضاحي من الأغنام والخراف والماعز والبقر ، أما الصليب الذي يحميهم من الأرزاء وقبل ذبح القرابين يصبون على صوف الغنم شرابا ( بيرة من الذرة الصفراء ) ويحرقونها بأغصان الزان ثم يذبحون الذبائح ( هذه تشابه تقاليد الجره ميس ) ويعلقون رأس الذبيحة على شجرة كتقدمة للآلهة أما الجلد فيأخذه الكاهن وأما اللحوم فيأكلها المتعبدون القادمون الذين يقيمون حفلات الطراد والمصارعة وحلقات رقص الأعراس والألعاب الحربية.

15- وآلهات الجركس (الآديغة) هي تقريبا نفس آلهات الأبخاز  فالجراكسة كانوا يعتقدون أن هناك إلاها أكبر يحكم السماء والأرض واسمه( تحه ) وإله الحدادة ( له بش )TLIEBSKE)) ‏ وأما حما الزراعات فهم ( iemikha,shuskha,nakhatkha) أما الإله حامي الغابات فهو (مزيتحا) وهذا الاله يركب خنزيرا جلده من الذهب ووبره من الحرير وله بنات يحلبن الغزالات وإلاهة النحل ( مريسّا ) آو ( مريمه) وأما الآلهة الحامية لأفراد الأسرة والذاهبين إلى الحرب و المسافرين فمعنى اسمها ( الأخوات الثلاث ) وآما اله الرياح والمياه فهو ( سيوزه ره س) .

وفي أول الربيع  تقام حفلات تدوم ثلاثة أيام على شرف( سيو سره س ) هذا ، يحضرون لها الزينات من أنواح الزهور وسواها أقراص الجبن المغطاة والمزينة بالدانتيل وشجرة أنجاص يابسة مستورة بقماش مزين علقت عليه القناديل وتوضع هذه الأشياء في دار أسرة كبيرة المقام وبعد الطعام يقتسمون الحاضرون لحم ذبيحة قدمت قربانا للإله وكذلك قرص جبن كبير مسحور فيه خاصية الحماية من الأمراض . ولهم أعياد أخرى في رأس السنة الجديدة ويحتفل به من (شهر آذار )وقبيل هذه الأعياد يصومون (perhiz) ثم يجتمعون في الغابة المقدسة عند شجرة قودش ويذبحون القرابين ويوقدون النيران فوق البيض ، كذلك لهم عيد في بداية الحصاد وفي هذا الاحتفال يأكلون الحنطة المقلية مع اللبن الخاثر ومآكل من أنواع المحاصيل أخرى والفواكه  وبعد نضج المحاصيل الزراعية يقيمون عيدا مثل هذا .

16-  والأبخار في حفلاتهم الدينية وأعيادهم ، يذبحون القرابين و يثردون لحمها المغلي بالحليب مع الخبز ويرتلون الأدعية ويلقون القصائد الدينية البليغة ، وهكذا ففي أول السنة يجلسون وركبهم إلى الأرض حول مائدة بشكل مربع ( دورتكن) مع الباستة والجبن وهذه العادة يسمونها ( كاليندا) ، ادعوا للرومانسيت ولغيرهم من الكاليندا وفي صباح رأس السنة يضع رب العائلة على صدر كل فرد من أسرته رغيفا من خبز الحنطة معه بيضة واحدة ويدعو لهم بالوقاية من أمراض القلب (gunikhva ) وأما في عيد و نويل يقوم رب الأسرة ما بين أول صياح للديكة وشفق الفجر ويدعو لأفراد أسرته بالحماية من أمراض المعدة  ثم يأكل كل فرد فروجا مقليا ورغيفا مربعا بالجبن (kvakvari) .

‏كذلك قبل موعد واحد من رأس السنة ، (وهذه العادة بالخاصة للحدادين) فإنهم يحتفلون بعيد (سيوشو) يدعو فيها رئيس العائلة بالصحة والعافية لأسرته ويدعو لهم بأن يحفظهم الإله من الحوادث التي تسببها الآلات ويلقي في النار قطعا من الجبن الأبيض و الباستا (عصيدة) وقلب القربان وكبده ؟ أما القرابين التي يذبحونها فهي عجل أو رأس من الغنم لرب الأسرة وديكا لكل فرد من الأسرة.

17- قبل أن يذهب الرعاة إلى الجبال ومن بعد عودتهم منها فإنهم يضحون لإله البرق  الأكباش وهذا الإله يسميه الجركس (شيبله) بمعنى الصاعقة ويسميه الأبخاز(Api,khakhikal‏) معناه الجالس في الأعالي  وهم يدعون له بأن يحميهم ويحمي قطعانهم ؟ فإذا أصاب البرق حيوانا وقتله  فإن صاحبه يدعو جميع سكان القرية ويعلق جسم الحيوان المصاب على خيمة ارتفاع ثلاثة أمتار تقريبا أو على شجرة وهو يرقص ويغني أغاني خاصة (atlar-cup) ثم يضحي هنالك بثور ويدعو للإله بحماية حيواناته في المستقبل الآتي ، ويشوي لحم الأضحية ويأكله الحاضرون مع الخبز والجبن والشراب ، ويقيمون حلقة رقص كما في الأعراس. والأبخاز إذا أصابت الصاعقة إنسانا يحتفلون بنفس الطريقة  ولكن لكي لا يغضبوا الإله فإنه لا يبكي أحد مطلقا . ومن هذا كله نعلم أن البرق والصواعق شديدة وكثيرة الوقوع في تلك الجبال و تصيب في أحيان كثيرة الناس والحيوانات . وإذا شفي مريض من مرضه فإنه يذهب إلى النهر بصحبة امرأة داعية ( كاهنة) ويضحي هناك بدجاجة للألهة ( أم المياه) ولزوجها ديكا وكذلك لخادمه . ولكي يخلص من المرض نهائيا فإن زوجته تمسد له ظهره.

18- إذا أصيب أحدهم بمرض الصغار أو بضعف عام  فإن كبار السن المعروفين بالوقار يأخذون المريض إلى النهر  ويضعون ملابسه ودراهمه على ضفتي النهر ويمدون على النهر حبلا مشدودا على الشاطئين ، وهي هذه الآثناء تدور الكاهنة حول المريض حاملة بيدها (mankenle).وتدعو الآلهة ( Eliapsi ) وقوس قزح(arc-en-ciel)ولام المياه وزوجها طالبة شفاء المريض  ويلفون في الماء الأطعمة التي جلبوها تقدمة لتلك الآلهة وهي مكونة من الدجاج المحمر والسمبوسك بشكل اللسان  وأخيرا يأخذون قرعة كبيرة مفرغة ( قرع شتوي) بداخلها شمعة موقدة ويضعونها في تيار النهر داعين للآلهة بالرضاء عن المريض وشفائه .

19-  الكمركوه ؟ اذا حل بماشيتهم وباء البقر فإنهم يحفرون عند شاطئ مرتفع للنهر شبه مغارة  ويحفرون في وسطها جورة يضعون فيها قطة سوداء مقيدة بحزام من الفضة ويسترونها بالأخشاب والتراب ، ثم يشعلون النار بذلك قطعتين من الخشب ويوقدون بها كومة من الخشب ويمررون قطعان الماشية بين النهر والمغارة والنار ومن ثم يطلقون سراح القطة .

‏20-  ويوجد عندهم استعمال الماء الذي نفخ فيه الدعاء بعد قراءته ثلاث مرات والمرأة العاقرة تؤخذ إلى النهر ( لتغطس فيه) عندها يلقون في النهر بيضة . فإذا كانت المرأة (لوهوسا)شحيحة الحليب ، فإنهم يصبون الحليب في ماء النهر.

21- الأبخاز يتنبأون عن حوادث المستقبل والنجاح بمشروع أو عدم نجاحه بالنظر إلى النجوم والقمر أو يتفاءلون أو يتشاءمون بالإنسان الذي يصادفونه صباحا أو ، كما يفعل التتار يضعون تحت النار عظمة لوح الكتف لذبيحة ويلاحظون كيفية تحركها بفعل النيران.

22- وحسب علمي . فالابزاخ يتنبأون بالنظر إلى عظمة لوح الكتف على ضوء الشمس ينظر فيها فتاحو فآل اختصاصيون يقال لهم الناظر إلى لوح الكتف وكذلك تنظر العجائز الفأل بواسطة عدد معين من حبات الفاصوليا تلقيها على الأرض ثم تجمعها وتلقيها ثانية وثالثة ويسمون هذا الفأل ( إلقاء الفاصولياء) =(Ges yedzi) .

من موسوعة (تاريخ القفقاس والجركس)

جمع وترتيب ( محمد جمال صادق أبه زاو)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق