في عودة إلى تلك العصور القديمة التي كانت فيها عبادة الإله رع هي العبادة السائدة في كل انحاء وادي النيل وكان هذا الإله القديم جدا يمثل ويتحد مع عدد كبير من الآلهة الأخرى نذكر منها الآلهة العظام التي ذكرت في النسخة المنقوشة على مقبرة سيتي الأول حوالي عام 1370 ق.م وهي : إزيس ,حورس, نفطيس, سب. نوت.كما أن الإله رع توحد مع عدد آخر من الآلهة الأقل شأنا ..وفي هذه الأثناء بدا الإله آمون وهو في الأصل إله مدينة طيبة جنوب مصر يفرض تدريجيا كزعيم للآلهة ..وفي هذه الأجواء حدثت الثورة الدينية التوحيدية بشكل مفاجئ على يد فرعون شاب متحمس هو (آمن –حتب) أو أمنوفيس الرابع حوالي 1400ق.م الذي أتى بمفهوم ديني جديد اعتبر ثورة على المفاهيم الدينية القديمة وكذلك على هيمنة الإله آمون ونفوذ كهنته وقد بدل الفرعون الشاب أسماءه القديمة على أخناتون أي (إله قرص الشمس) والتي أراد أن يستبدل عبادتها بعبادة الإله آمون ..سنناقش الآن
أولا ما هية الديانة الجديدة
كانت عبادة قرص الشمس دائما وابدا الإله الرئيسي في بانتيون الآلهة في الأمبراطورية الحثية المجاورة والمعاصرة للفراعنة وتلقب ملوكهم بلقب قرص الشمس ونقشت صورهم وتماثيلهم على رؤوسها قرني ثور رمز القوة وبينهما قرص شمس معبود هم الأساسي ..وقد كانت عبادة قرص الشمس عبادة رئيسية في كل تفرعات أسرة الشعوب القفقاسية الأصلية ومنهم الحثيون القدماء والعيلاميون والسومريون والحوريون والكاشيون والميتانيون والشراكسة في العصر الحديث وقد عبرت عبادة قرص الشمس عن نفسها عند هذه الأقوام بطريقة موحدة في الدفن المنثني باتجاه قرص الشمس مع رفع اليدين على الوجه ونثر المغرة الحمراء بكثافة ونذكر أن حرفي التاء والدال هو الصوت أو الحرف الدال على الشمس باللغات المقطعية لهذه الأقوام القفقاسية
ثانيا إسم أخناتون
إن الاسم الذي تلقب به الفرعون الشاب وهو أخناتون يمكن تقطيعه باللغة الشركسية على النحو التالي (آخ_ين_آت_ون) وهذه المقاطع تعني باللغة القفقاسية الأصلية ومنها الشركسية(آخين) بمعنى إله ..و(أتون) بمعنى قرص الشمس ويكنى بالبيت العالي ولازال الاسم آخين مستخدما ومفهوما باللغة الشركسية إلى يومنا هذا ويرد بشكل جملة مأثورة تقال لمن يرتكب ذنبا (لتدوسك بقرة آخين) والمقصود هو الإله آخين
ثالثا إسم نفرتتي
أما اسم زوجته (نفر_تتي) فيقطع باللغة الشركسية على النحو التالي (نف- ر-تتي) نف بمعنى الضوء وحرف الراء هو أل التعريف بهذه اللغات وتتي تعني أنا –ملكنا –خاصتنا –وهذا يعني أن نفرتتي باللغة الشركسية تعني ضوءنا –نورنا
إن مثل هذه الإشارات لاتعتبر صدفة لنتساءل لماذا طلبت نفرتتي في رسالتين عثر عليهما في حاتوشاش عاصمة الحثيين في الأناضول موجهتان إلى شوبي لولوما ملك الحثيين أن يرسل أحد أبناءه لتتزوجه قائلة له (إنها لاتجد في مصر كلها من هوجدير بأن يكون زوجا لها) لقد كانت تقصد نفرتتي من هذه الراسالة أنها تريد زوجا حثيل من جنسها لأنها حثية وفي مصر لايوجد رجل حثي وهي الأميرة الحثية لذلك فهي تطلب زوجا من الأسرة الامبراطورية الحاكمة الحثية في الأناضول لذلك فإنها ولا شك أنها وزوجها المتوفى أخناتون يمتون بصلة ما إلى الحثيين ونحن نجهلها ولغتهم هي اللغة الشركسية الفرع الغربي (أديغه –أبخاز) ويمكننا تفسير مغزى الرسالة وتفسير محاولة الانقلاب الديني بالصراع على العرش الفرعوني بين أسرة حاكمة بين اصل حثي (شركسي) وهي التي قامت بالثورة الدينية عبادة قرص الشمس بما يتناسب مع معتقداتها مثل هذا التحول الذي اضر بالكهنة القدماء فألبوا الشعب المصري ضد فرعون الجديد بسبب ما فقدوه من امتيازات ..وهنا تنتهي القصة وينتهي الصراع بفوز الكهنة القدماء والشعب المصري وعودة عبادة أمون رع .\وفي الختام نقول أن هذه المؤشرات على غاية من الأهمية لم يشر إليها المؤرخون لجهلهم باللغات القفقاسية المقطعية وهي لايمكن ان تكون مصادفة او التشابه اللفظي وتدلنا على دخول مؤثرات ديموغرافية وحضارية قفقاسية إلى وادي النيل في فترات مختلفة سواء بشكل هجرات بشرية في عصر ما قبل الأسرات أو هجرة الهكسوس العسكرية ونذكر منها ان كلمة هكسوس تعني باللغة الشركسية الملوك الرعاة لأنهم ادخلوا الحصان والعربة القتالية إلى مصر ..وقد أكدت الدراسات الحديثة التي تلقي الضوء على هياكل وموميات لفراعنة واسر ذات مواصفات أنتربولوجية قفقاسية إضافة على موميات ذات المواصفات النوبية والتي أكد عليها المختصون إلى إعادة تشكيل جمجمة أخناتون عن طريق استخدام الكمبيوتر والتي تأكد منها أن شكل الجمجمة ومقاييسها هي مقاييس قفقاسية حسب دير شبيغل الألمانية
(برزج سمكوغ)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق